Admin Admin
عدد المساهمات : 183 تاريخ الميلاد : 30/06/1997 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 العمر : 27
| موضوع: لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال الخميس فبراير 04, 2010 8:15 pm | |
| لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال
( مت 5 : 14)
يحض السيد المسيح بهذه الكلمات تلاميذه على صرامة الحياة معلماً أياهم أن يكونوا جديين في محاولاتهم إذ تعينوا أمام عيون جميع الناس مجاهدين في وسط مدرج العالم فالقول أن " لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل" قد قيل لإظهار قوة السيد فمن المستحيل أن يغور ما كان يبشرون به في الصمت والظلام هكذا لإنه كان قد تكلم عن افتراءات واضطهادات .. عن مؤامرات وحروب فقد يظنون خوفاً أنها ستقوى على إسكات أفواههم فإنه شحعهم بقوله إن تعاليمهم ستشع على العلم كله وههيات لها أن تحتجب بهذا يوضح إذن السيد قوته ثم يطلب منهم الجرأة في الكلام التي تليق بهم قائلا:
ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضئ لجيمع الذين في البيت . فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات
( مت 5 : 15_16)
هنا يقول السيد حقاً أني أشعلت النور إلا إن استمراره في التوهج يأتي من اجتهادكم ليس من أجلكم وحدكم بل ايضا من اجلهم .إن الافتراءات لن تقدر حتماً على إخفاء إشراقكم إن كنتم ما تزالون تعيشون تحت صرامة لائقة باللذين سيقبلون العالم كله.أظهروا إذن حياة مستحقة لنعمته حتى يرافقكم أيضاً هذا النور
ثم يضع أمامهم نوعاً آخر من الربح بالإضافة إلى خلاص البشرية كافيا حتى يجاهدوا بجدية ، قائلاً: "لن تصلحوا العالم فقط إن عشتم باستقامة بل ستعطون الفرصة الأخرى ليتمجد الله وعندما تفعلون العكس مع الناس ستتسببون التجديف على اسم الله .
قد يقال وكيف سيتمجد الله فينا إن كان الناس على الاقل يتكلمون بالشر عننا ؟؟ كلا ليس كل الناس بل حتى الذين يفعلون هذا أنفسهم حسداً سيتعجبون في ضمائرهم منكم ويستحثونكم.
والسيد لا يأمرنا أن نعيش لنتباهى والمجد الباطل لإنه لم يقل:" اجتهدوا لتكشفوا أعمالكم الصالحة " ولم يقل " أظهروها" بل " ليضئ نوركم" أي لتكن أعمال فضيلتكم عظيمة والنار وفيرة والنور فائق الوصف عندئذ لا يمكن أن تخفى الفضيلة .
قدموا لهم حياة لا عيب فيها ولا تتركوا لهم حقيقة للتكلم بالشر وعندئذ لن يقدر إنسان واحد أن يلقي عليكم أي شر وحسناً قال السيد" نوركم " إذ لا شئ يصنع إنسان مشهورا مثل تجلي الفضيلة مهما كانت إرادته في الاحتجاب كبيرة
ولم يقل " الله " بل قال " أباكم " ناثراً سلفاً بذار تلك الولادة السامية التي كانت على وشك ان تمنح لهم وأـيضاً أشار إلى مساواته مع الآب في الكرامة.
من كتاب شرح انجيل متى للقديس يوحنا الذهبي الفم ( الجزء الاول)
| |
|