Admin Admin
عدد المساهمات : 183 تاريخ الميلاد : 30/06/1997 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 العمر : 27
| موضوع: ادم وحواء الخميس فبراير 04, 2010 10:22 pm | |
| آدم: أولاً استعمال الكلمة: آدم هو أولاً اسم جنس، وهو يعني الإنسان. ويقرّبه خبرُ الخلق من أدمه، أي الأرض المزروعة: خلق الله الإنسان من تراب الأرض (تك 2: 7). إذاً هو الإنسان الذي من الأرض، من الطين، وهو مدعوّ أن يعود إلى الأرض التي أخذ منها لأنه تراب ("تك3: 19" بعد السقوط وفقدان نعمة الله). ويحتفظ آدم بمعنى الجنس في الفصول الثلاثة الأولى من سفر التكوين. وتُستعمل الكلمة مع التعريف. في تك 1: 26، آدم هو اسم جمع. وفي تك 2: 23 يستعمل الكتاب "ايش" أي الذكر مقابل الأنثى "ايشه"، فالمرأة أُخذت من امرئ. بعد تك 4: 25 يصبح آدم اسم علم. ولكن في تك 5: 2 يحتفظ بدلالة الجمع: ذكراً وأنثى خلقهم وباركهم وأعطاهم اسم "آدم" (أي الإنسان) يوم خلقوا. أما عبارة "ابن آدم" فتعني الإنسان الأول وتعني كل إنسان. في عدد 23: 19 ومز 80: 18 ابن آدم تعني الإنسان. ويستعمل سفر المزامير "بني آدم" ليدلّ على البشرية (مز 21: 11؛ 33: 13...)..
ثانياً مكانة آدم: هو أول إنسان، وهو رأس السلسلة البشرية في (1أخ 1: 1)، ونهاية السلسلة الصاعدة من يسوع التي تصفه أنه ابن الله (لو 3: 38). آدم هو أبو البشرية، كما يقول ابن سيراخ، بعد أن انتقل الأصل الترابي إلى كلّ البشر (سي 33: 10 والبَشر كلهم مِنَ التّراب ومِنَ الأَرضِ خُلِقَ آدَم.). ولك آدم ينعم بأولوية على سائر الملخوقات الحية (سي 49: 16 سامٌ وشيتٌ مُمَجَّدانِ بَينَ النَّاس ولكِن فَوقَ كُلِّ حَيَ في الخَليقَةِ آدَم.). وينظر سفر الحكمة إلى آدم نظرة متفائلة، فيسميه النموذج الأول وأبا العالم. وبفضل الحكمة تحرر من خطيئته، وصار قويّاً ليتمّم رسالته كسيّد على كل شيء (حك 10: 1 هي -الحكمة- الَّتي سَهِرَت على أَوَّلِ مَن جُبِلَ أبي العالَم بَعْدَ أن خلِقَ وَحيدًا وأَنقَذَته مِن زَلَّتِه 2 وأَعطَته قوّةً ليَتَسَلَّطَ على كُل شَيء.). في العهد الجديد، يربط معلمنا بولس بآدم، الخطيئة والموت ليُبرز دور المسيح الخلاصي (رو 5: 12-19؛ 1كور 15: 22). لكنه في 1 تيمو 2: 13-14 يشدّد على مسؤولية المرأة. آدم الأول هو صورة الآتي (رو 5: 14). إنه النفساني (الحيواني) والترابي الذي حملنا صورته. وسيحل محلّه آدم الأخير، الروحاني والسماوي، المسيح القائم من الموت والذي سنحمل صورته أيضاً (1كور 15: 45-49).
ثالثاً في التقليد اليهودي: جعل التيّار الإخباري (ها غاده) من آدم كائناً كاملاً. فامتيازاته وكرامته تجعله مساوياً لله الذي خلقه. ولكن الأجيال التي تبعته ستنحط. ونجد في الأخبار اليهودية وعند فيلون الإسكندري اعتبارات تدلّ على طابع الإنسان الأول الذي هو ذكر وامرأة. ويقرأ ابن ميمون آيات سفر التكوين الأولى ليكتشف مكانة الإنسان ودوره في الكون
حواء اسم أعطاه الرجل الأول للمرأة الأولى (تك 30: 20) بعد أن دعاها أولاً "انثى - ايشه" أو: امرأة (مؤنث امرئ. تك 2: 22). ويقدّم لنا الكتاب تفسيرين شعبيين. حواء هي الحيّة أو التي تدعو إلى الحياة لأنها أم الأحياء. المرأة (ايشه مؤنث ايش) ترتبط بالرجل (امرئ) فتدل على ارتباط طبيعة الرجل بطبيعة المرأة. إن المرأة تكوِّن وحدة مع الرجل ومساعداً شبيهاً به، بأصلها ووجهتها. في تك 4: 1-2، 26 حواء هي أم قايين وهابيل وشيت. أما سائر أسفار التوراة فلن تتكلم عن حواء اللهم في طوبيا –إشارة عابرة- (8: 6 أَنتَ صَنَعتَ آدم أَنتَ صَنَعتَ لَه عَوناً وسَنَذا حَوَّاءَ آمرأَتَه ومِنهُما خَرَجَ الجِنسُ البَشَرِيّ. وأَنتَ قُلتَ: لا يَحسُنُ أَن يَكونَ الإِنسانُ وَحدَه فَلْنَصنَعْ لَه عَوناً يُناسِبُه). وفي (سي 25: 24 مِنَ المَرأِةِ نَشأتِ الخَطيئَة وبِسَبَبِها نموتُ نَحنُ أَجمَعون.). في العهد الجديد يورد بولس الرسول اسم حواء كتلك التي أغواها الشيطان (2كو 11: 3). ويذكر تك حين يقول إن على النساء أن يصلّين برؤوس مغطاة (1كور 11: 8-12). وإنه لا يحقّ لهنّ أن يتكلّمن في الجماعة (1 تيمو 2: 13...). لا تبدو حواء كنموذج، ولكن تعليم بولس الرسول يقدّم تعليماً عن آدم الجديد. ثم إن (أف 5: 22-23 ورؤ 12: 1...) هيأا المقابلة بين حواء والكنيسة ومريم، موازاةً مع المقابلة بين آدم ويسوع المسيح.
| |
|