Admin Admin
عدد المساهمات : 183 تاريخ الميلاد : 30/06/1997 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 العمر : 27
| موضوع: زكا العشار الخميس فبراير 04, 2010 11:40 pm | |
| ثم دخل واجتاز اريحا.واذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنياً.وطلب ان يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجميع لانه كان قصير القامه فركض متقدماً وصعد الى جميزة لكي يراه.
ثم دخل واجتاز اريحا.واذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنياً. وطلب ان يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجميع لانه كان قصير القامه فركض متقدماً وصعد الى جميزة لكي يراه.(لوقا 19 من 10-1) لقد كان رجلا مشهوراً ذا وظيفه جيده وغني. كان متعلماً والا لما استطاع ان يصل الى وظيفة رئيس العشارين. كان شاباً صحيح الجسم والا لما استطاع ان يركض ويتسلق الشجره فقد كان رجلاً حاصل على كل ما تحتاج اليه نفسه مجتمع اريحا الغني وكان اسمه زكا. كان زكا رجل اعمال في المدينه يراقب مالية الدولة..كان رئيس جباه الضرائب وقد حصل على رتبة حسنه عند الحكام محترماً وقد حصل على ثروه لا بأس بها بسبب مهارته وذكائه. لكن كان هناك شيء يقلق راحته. لقد رعاه الفريسيون انساناً خاطئاً لكن لم يكن هذا شاذاً فانهم ينعتون جباه الضرائب بهذه الصفه فهذا الامر لم يزعجه والحكومه راضيه عن تصرفاته ورجال اريحا لا يهمهم كثيراً امر هؤلاء المتدينين ولا كلامهم. ومع ذلك لم يكن زكا سعيداً بالرغم من وظيفته وثروته. وعندما نقرأ قصة في لوقا 19 نشعر بانه كان وحيداً منفرداً ومنتقداً باستمرار لانه عندما ينتقدك الناس تشعر بالذنب وبالشقاوه. الانسان الذي ينتقده المجتمع وينظر اليه تلك النظرات التي تجرده وتعريه وتجعل حياته بؤسا وشقاوه. لقد كان تحت ضغط شديد وعدم استقرار جعله يدرك ان الامور لا تسير على ما يرام وابتدا يشعر بالاشواك وكل ما يملك فشل بان يعيد اليه سلامه وبدا يدرك ان لا شيء في منزله او في ثروته او في ثقلفته واهله واصدقائه يمكن ان يعيد له السعاده والحياه المتكامله التي يفتقدها. ومرة وصله خبر رجل اسمه يسوع معلم من الناصره يجول في البلاد ومن كل ما سمعه لم يترك تاثير عليه مثل قولهم ان يسوع جعل كل من قابله يشعر بالراحه والسلام لا سيما العشارين والخطاه. وسمع ايضاً ان يسوع منتقد من الاستقراطيين المتدينين وحيث حل كل العامه يشعرون بالغبطه والسرور. هل شجعهم المسيح ان يستمروا هذا؟ لا لقد تغيروا دون ان يفرض ذلك عليهم احد. لقد احتشدوا حوله. لقد اظهر لهم انهم اشخاص مرغوب بهم. اشعرهم بانهم بشر. قال زكا في قلبه((يجب ان اراه يجب ان اسمعه)) وعندما عرف انه يمر في اريحا عزم ان يراه مهما كلف الامر- فسار نحو الجمهور وكان من الصعب ان يقتحم الجمهور المعادي له فهناك من لكزه ودفعه وقال عليه انظروا لقد جاء الرجل الذي سمن من ضرائبنا المغتصبه. وبما انه قصير القامه لم ير شيئاً,ولم يفتح له احد الطريق ولم يهون مهمته. لذلك اسرع وتقدم امامهم راكضاً فضحكوا عليه قائلين:انظروا زكا الغني يركض ماذا جرى له؟ اسرع زكا وركض وتسلق شجرة وجلس ينظر مرور الموكب غير مكترث باستهزاء المارة وسخريتهم. لكن عندما جاء الرب يسوع توقف تحت الشجره ونظر الى زكا الجالس على غصن فنظر اليه زكا. نظر الى اعين الشخص الفريد. نظر الى اعين المحبه المتجسمه, فعلا ان ابن الانسان قد جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك,ولسان حاله يقول((انا لم اتي الى هنا بالصدفه لكن عملت ان في اريحا شخصاً اضاع طريقه في الحياه فاتيت افتش عليه. ثم ناداه قائلاً يا زكا !! كانت صدمه غريبه لزكا هزت كيانه فكاد يسقط عن الغصن لم يكن يعلم ان يسوع يعرف اسمه.ثم قال له اسرع انزل لانه ينبغي اليوم ان ازورك في بيتك. لاحظوا كلمة (ينبغي) اي انني مجبر بروابط المحبه ان ادخل بيتك مهما كان غير مهيأ. اسرع زكا وقلبه فرح وربما وضع يده في يد الرب. وكما قلنا سابقا كان زكا بعيداً عن المجتمع. كان باحتياج الى من يعيد له انسانيته وشخصيته وكانت امامه يد ممدوده بالحب. ممدوده لرجل معروف في المدينه بأنه عشار وخاطئ. لا نسمع ان يسوع يعظ ويكرز له لكنه ببساطه امسك يده وسار معه, وبمجرد مسك يده والسير معه عكس لطفه ومحبته التي دخلت الى عمق حياة زكا. فالمسيح وشخصيته العظيمه حرر ذلك المسكين كم ذنبه العظيم. لم يستطع احد ان يخبر زوجة زكا ان المعلم سوف يحضر الى العشاء مع زوجها. ولربما كانت من تلك السيداتاللواتي يعنين بنظافة بيوتهن ودائماً مستعده بفرح ان ترحب بزوجها وضيوفه كثيرين كانوا ام قليلين. يذكر لنا الطبيب لوقا ان زكا قبله فرحا ((ولما راوا ذلك تذمروا قائلين:دخل ليبيت عند رجل خاطئ)).لكن زكا كان مغبطاً ولم يهتم بكلامهم لقد قابل يسوع وهذا كل ما كان يفكر فيه. ثم وقف زكا.ان محبة المسيح حررته فلم يستطع الا ان يتكلم ان صدى الانانيه الاكله زالت الان واصبحت عيناه تتدفقان بالسرور اذ قال(يا معلم ام وشيت باحد او خدعت انساناً او عاملتع معامله غير عادله فانا مستعد ان اعوض له اكثر مما يأمر به القانون فادفع له اربعة اضعاف.)) وحسب الناموس العبري عندما يعترف السارق بذنبه دون ان يكون قد حكم عليه فان عليه فقط ان يرد ما سرق. لكن امامنا رجل يقول: ((ارد له اربعة اضعاف)) المحبه حررت ذاك الانسان فهو ليس عبدا للمال. لقد تغيرت القيم بالنسبه له. الرؤساء والكهنه كانوا يتذمرون متضايقين. لم يقدروا ان يتكلموا لانهم لم يسمعوا مثل هذا من قبل. ثم جاء دور الاعتراف الثاني: ((اعطي نصف اموالي للمساكين في اريحا))- يا له من يوم رائع. وفي الايام التاليه لو كنت في مكتب زكا لسمعت حديثاً مثل هذا: شخص يقرع على الباب فيخرج اليه الحاجب ثم يدخل وهو يرتجف من الخوف ربما زكا سياطلبه بضرائب اكثر.لكن اسمع قوله((اتذكر ان رسم الضريبه كان عليك خمسون وانا جبرتك ان تدفع لي ستين؟العشره التي اخذتها منك اردها لك اربعة اضعاف,خذ هذه الاربعين)) ((ماذا؟)) ((انها دراهمك)). ((ماذا جرى ؟)) لم اسمع هذا من قبل. لقد زارني يسوع بالامس فانا لست كما كنت.لا اسرق فيما بعد.لقد اكتشفت نفسي, واكتشفتك انت ايضاً. انا لن اراك فيما بعد كانسان استطيع سلبه او وسيلة لاصل بها الى خزن ثروه كبيره. يهز الرجل راسه ويخرج مستغرباً ويقول لمن يلاقيه(ان هذا العشار تغير وقد اعطاني اربعين شاقلاً)) وهكذا انتشرت القصه وكان الجميع يتوافدون اليه لياخذوا اموالهم وليتحدثوا عن نتائج زيارة المسيح لزكا. ومن ذلك اليوم لم يمر زكا الطريق ويجتاز بالفقراء كعادته بل يقف ويساعدهم ويشاركهم امواله.ولماذا؟! يسالونه,فيجيب: ((الرب يسوع دخل بيتي فحررني وبدلا من ان تكون الاموال تسود حياتي صرت انا اسودها واصرفها كما اشاء لانها اصبحت ملكي بعد ان كنت انا املكها))-يضيع الكثيرون منا حتى يجدوا انفسهم في ضوء محبة الله الذي اعطاهم عطيه انسانيه.
| |
|