Admin Admin
عدد المساهمات : 183 تاريخ الميلاد : 30/06/1997 تاريخ التسجيل : 21/12/2009 العمر : 27
| موضوع: إرميا – الإصحاح السابع والأربعون الخميس فبراير 04, 2010 6:32 pm | |
| إرميا – الإصحاح السابع والأربعون
سيف الرب على الفلسطينيين الوثنيين
والقوات المتحالفة معهم
( 1 ) نبوات ضد الفلسطينيين الوثنيين " كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي ،
عن الفلسطينيين قبل ضرب فرعون غزة " ع 1
يتحدث عن انهيار الفلسطينيين هكذا :
"هكذا قال الرب :
ها مياه تصعد من الشمال وتكون سيلا جارفا فتغشي الارض وملأها،
المدينة والساكنين فيها ،
فيصرخ الناس ويولول كل سكان الارض " ع 2
أ – يصعد الجيش البابلى الذى زحف بقوة عليهم بعد غلبته على المصريين فى كركميش كمياة تنهار عليهم من الشمال ( ع 3 ) ، هنا لا يقصد بـ " الشمال " الأتجاه الجغرافى فحسب ، لكنه يرمز للقوة المضادة أيا كان مصدرها .
ب – يحل الجيش المهاجم عليهم كسيل جارف ( ع 2 ) يغرق الأرض وكل ملئها ، المدينة والساكنين فيها ( ع 2 ) . يشبه الكلدانيون بالسيل الجارف أو فيضان مياة كثيرة تصدر عن نهرهم أى الفرات . كثرة المياة تعنى كثرة الجماهير التى تحل على موقع ما كفيضان .
جـ - " من صوت قرع حوافر اقويائه ،
من صرير مركباته ،
وصريف بكراته ،
لا تلتفت الآباء الى البنين بسبب ارتخاء الايادي " ع 3
يفقدون حتى العواطف الطبيعية التى تربط الوالدين بأبنائهم ، إذ لا يلتفت الآباء إلى بنيهم حيث ترتخى أياديهم بسبب صوت الجيش المرعب الصادر عن حوافز الخيول والمركبات العسكرية والبكرات . ليس لديهم الشجاعة ولا القوة للعودة إلى الخلف لإنقاذ أبنائهم الذين تركوهم .
حقا إذ تدخل الخطية إلى القلب ترهبه فلا يبالى الإنسان بخلاص نفسه وخلاص بنيه ... لا يلتفت إليهم ، بل يصير فى رعب ورعدة .
د – : " بسبب اليوم الآتي لهلاك كل الفلسطينيين لينقرض من صور وصيدون كل بقية تعين ،
لان الرب يهلك الفلسطينيين بقية جزيرة كفتور " ع 4
يحطم المتحالفين معهم ، صور وصيدا ( ع 4 ) ويهلك الفلسطينيون فى جذورهم إذ يشير إليهم فى جزيرة كفتور ، وهى تشير فى العهد القديم إلى جزيرة كريت ، الأرض التى جاء منها الفلسطينيون أصلا ( عا 9 : 7 ) . ربما قصد بالكريتيين هنا جماعة من الفلسطينيين كانوا قد قدموا من جزيرة كريت فى الربع الأول من القرن الثانى عشر ق.م.
هـ - " أتى الصلع على غزة " ع 5
تشبه فلسطين بسيدة أو فتاة قصت شعرها حتى القرع ، وجرحت جسمها . هذه وسائل وثنية تستخدم للتعبير عن الحزن الشديد ( لا 19 : 28 ) ، خاصة عند موت الأقرباء جدا ( 16 : 6 ، 41 : 5 ) أو هو وصف يعبر عن مسح غزة من كل إنسان كما بموسى فلا يترك فيها أحد . ربما يقصد بالصلع أن العدو سلبهم كل ممتلكاتهم من ذهب وفضة وحجارة كريمة فصاروا كالقرع بلا زينة .
و – " أهلكت اشقلون مع بقية وطائهم " ع 5
أشقلون : هى إحدى المدن الفلسطينية الخمس الرئيسية .
ط – تصاب النفس بالجراحات إراديا ، فمن يخضع للخطية يحطم نفسه بالجراحات الداخلية ، لذا يقال لها بروح التوبيخ :
" حتى متى تخمشين نفسك ؟!
آه يا سيف الرب حتى متى لا تستريح ؟!
انضم الى غمدك اهدأ واسكن.
كيف يستريح والرب قد اوصاه ؟!
على اشقلون وعلى ساحل البحر هناك واعده " ع 5 – 7
يسمى سيف بابل هنا " سيف الرب " ، لأنه يشبه المنجل فى يد الله ، به يحصد سكان المدن الذين كمل شرهم وسقطوا تحت الغضب الإلهى .
كما أن كلمة الله لا ترجع فارغة حتى تحقق رسالتها ، هكذا سيف الرب ( أو تأديبه ) لا يتوقف حتى يتمم ما أرسل لأجله .
( 2 ) نبوات ضد صور وصيدا " لينقرض من صور وصيدون كل بقية تعين " ع 4
فى سفر إشعياء النبى يشبه الله صور " بزانية تزنى مع كل ممالك البلاد على وجه الأرض " ( إش 23 : 17 ) ، لكنها إذ تتمتع بالإيمان الحى " تكون تجارتها وأجرتها قدسا للرب " ( إش 26 : 18 ) .
نالت كل من صور وصيدا نصيبهما من الجيش البابلى لمنع أية قوة عسكرية فينيقية تهب لنجدة فلسطين من أيدى البابليين . قدم حزقيال النبى نبوات ضد صور وصيدا ( حز 27 ، 26 ) .
+ + + __________________ إرميا – الإصحاح الثامن والأربعون
نبوات ضد موآب
بدأت النبوات ضد الأمم بمصر الوثنية التى تشير إلى محبة العالم ، ثم ضد الفلسطينيين الوثنيين الذى يشيرون إلى روح العنف والعداوة ، ثم صور وصيدا اللتين تشيران إلى المتحالفين مع الشر . هنا يتحدث عن موآب الذى وإن اتسم بالكبرياء كغيره من الشعوب المقاومة لله لكن سمته الرئيسية هى الفساد ، فبجانب أن أبيهم موآب هو ثمرة علاقة أمه بأبيها لوط وهو فى حالة سكر ، فإن نساء موآب أقاموا علاقة زنى مع شعب الله وأغروهم على ارتكاب النجاسة مع عبادة الأصنام ، عندئذ يتخلى الله عنهم فيضعفون وينهارون ( عدد 25 : 1 – 3 ) .
يشير موآب إلى " روح عدم التمييز " فقد ظن أنه لا فرق بين الله الحى والآلهة الوثنية ، إلههم ( الإله كموش ) ، وحسب بهلاك يهوذا وتدمير أورشليم أن لا خلاص للشعب مرة أخرى .
( 1 ) الله الحى ضد كموش " عن موآب.هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل :
ويل لنبو لانها قد خربت.
خزيت وأخذت قريتايم .
خزيت مسجاب وارتعبت.
ليس موجودا بعد فخر موآب.
في حشبون فكروا عليها شرا.
هلم فنقرضها من ان تكون امة.
وانت ايضا يا مدمين تصمّين ويذهب وراءك السيف.
صوت صياح من حورونايم هلاك وسحق عظيم.
قد حطمت موآب وأسمع صغارها صراخا.
لانه في عقبة لوحيت يصعد بكاء على بكاء ،
لانه في منحدر حورونايم سمع الاعداء صراخ انكسار " ع 1 – 5
أولا : واضح هنا أن الهجوم ضد الإله كموش ، فقد دعى الموآبيون أمة كموش ( عد 21 : 29 ) وشعب كموش ( ع 46 ) ، كما دعى كموش " رجس الموآبيين " .
كانت هناك صلة بين كموش إله الموآبيين ، وملكوم إله العمونيين ، وفى العبادة لكليهما كان الأطفال يقدمون ذبائح بغجازتهم فى النار ( 2 مل 3 : 27 ) .
ثانيا : يعلن الله عن نفسه أنه : " رب الجنود إله إسرائيل " ع 1 . يقوم بتأديب موآب . هو رب الجنود أو القوات السمائية الذى لا يغلب ، وهو إله إسرائيل أى المحب لشعبه والمدافع عن مؤمنيه المقدسين له .
المدن الوارد ذكرها فى الأعداد السابقة – للتأديب - مدن موآبية .
( 2 ) دعوة للهروب إذ ينحدر سكان المرتفعات بدموع كل يطلب من الآخر أن يهرب يجدوا الصاعدين من السهول قادمين ببكاء يطلبون الهروب ، فيرتبك الجميع ولا يعرفون إلى أين يذهبون .
" اهربوا نجّوا انفسكم وكونوا كعرعر في البرية ،
فمن اجل اتكالك على اعمالك وعلى خزائنك ستؤخذين انت ايضا ويخرج كموش الى السبي كهنته ورؤساؤه معا.
ويأتي المهلك الى كل مدينة ،
فلا تفلت مدينة فيبيد الوطاء ويهلك السهل كما قال الرب.
اعطوا موآب جناحا لانها تخرج طائرة وتصير مدنها خربة بلا ساكن فيها.
ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم " ع 6 – 10 .
نجد هنا دعوة إلى الهروب لنجاة النفس :
1 – الهروب من أسوار المدن إلى عرى ( عرعر ) البرية . لعلها دعوة إلى عدم الثقة فى الحصون البشرية التى يصنعها الإنسان لنفسه فى غير اتكال على الله .
2 – عدم الأتكال على الأعمال الذاتية والخزائن ، فإنها تقيم إلها ( كموش ) لا يقدر أن يخلص نفسه ولا كهنته ولا رؤساءه . إذ يحمل الموآبيون تماثيل كموش معهم إلى المعركة تؤخذ منهم إلى أرض السبى علامة نصرة آلهة بابل على آلهة موآب .
3 – لا يتحقق الهروب بتغيير المكان بل بتغيير الأعماق ، فالتدمير يبلغ كل مدينة ، يبيد المناطق العالية ويهلك الأماكن السهلة ، لا المرتفعات ولا الوديان تقدر أن تخلص بل يد الرب العاملة فى قديسيه .
4 – الحاجة إلى جناحى الروح لكى تطير النفس من وجه الشر ( ع 9 ) ، فلا تقطن بعد فى الأماكن الخربة . ولعله هنا يحمل معنى التوبيخ فى شىء من السخرية ، فإنه إذ يحل الخراب فجأة لا يعرف موآب إلى أين يذهب ، فالأرض كلها قد تدمرت . إنه فى حاجة إلى جناح يطير به بسرعة لكى يرتفع عن كل الأرض ... ولكن إلى أين ؟
5 – الجدية فى العمل ، إذ ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة ( ع 10 ) ... هنا دعوة إلى بابل للعمل بكل جدية لتحقيق ما سمح به الرب من تأديب لموآب ، وفى نفس الوقت هى دعوة إلهية لكل نفس فى ممارستها للعمل الإلهى بإخلاص وجدية ، فى غير رخاوة .
+ أشار إرميا إلى أن الأهمال أمر خطير :
" ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة " 48 : 10 . من كان فى قائمة خدام الرب يلزمه أن يكون مجتهدا ومتيقظا . عندما يمسح الخطية من حياته بغيرته يتهيأ للأقتراب نحو الله ، الذى يدعوه الكتاب نارا آكلة ( تث 4 : 24 ؛ 9 : 3 ؛ عب 12 : 29 ) .
يعلق الأب غريغوريوس الكبير على عبارة " ملعون من يمنع سيفه عن الدم " قائلا :
[ الذين يمنعون السيف عن الدم إنما يمنعون كلمة الكرازة عن قتل الحياة الجسدانية ( الشهوانية ) ، وقد قيل عن هذا السيف : " سيفى يفترس الجسد " تث 32 : 42 . ]
الأب بينوفيوس يقول :
+ هذا هو السلاح الذى يقطع وينقى كل أمر شهوانى وأرضى ينمو فى نفوسنا . إنه يجعل الناس يموتون عن الخطية ، ويعيشون لله ، ويزدهرون بالفضائل الروحية .
( 3 ) خراب موآب " مستريح موآب منذ صباه وهو مستقر على درديه ،
ولم يفرغ من اناء الى اناء ولم يذهب الى السبي .
لذلك بقي طعمه فيه ورائحته لم تتغيّر.
لذلك ها ايام تاتي يقول الرب وارسل اليه مصغين فيصغونه ويفرغون آنيته ويكسرون اوعيتهم.
فيخجل موآب من كموش كما خجل بيت اسرائيل من بيت ايل متكلهم " ع 11 – 13
إذ جاء النداء أن يعطى موآب جناحا ليطير لعله يجد موضعا غير الأرض يستريح فيه ، وهذا أمر صعب أو يكاد يكون مستحيلا ، الآن يكشف عن عدم خبرة موآب فى الحرب . حقا إن موآب أمة قديمة ومستقرة قبل ظهور إسرائيل ، عاشت فى مجد وأمان منذ صباها . لقد عاش موآب أغلب زمانه مستريحا منذ صباه ، مثل الخمر المستقرة رواسبها فى إناء لا يتحرك .
لقد دخل فى معارك مع إسرائيل ، ومنذ حوالى 40 عاما حمل شلمناصر بعضا من الموآبيين إلى السبى ، لكنه إذا قورن ذلك بالأمم المحيطة يحسب موآب مستريحا ، لم يفرغ من إناء إلى إناء ، أى يحمل بين الآن والآخر إلى السبى .
سيخجل موآب من كموش إلهه المحمول مسبيا إلى بابل ، كما خجل بنو إسرائيل من عجلى الذهب اللذين أقامها الملك يربعام فى بيت إيل طالبا من الأسرائيليين أن يتعبدوا لهما .
" كيف تقولون نحن جبابرة ورجال قوة للحرب.
أهلكت موآب وصعدت مدنها وخيار منتخبيها نزلوا للقتل يقول الملك رب الجنود اسمه.
قريب مجيء هلاك موآب وبليتها مسرعة جدا.
اندبوها يا جميع الذين حواليها وكل العارفين اسمها ،
قولوا كيف انكسر قضيب العزّ عصا الجلال ؟!
انزلي من المجد ،
اجلسي في الظماء ،
ايتها الساكنة بنت ديبون ،
لان مهلك موآب قد صعد اليك واهلك حصونك " ع 14 – 18 .
يعبر عن كارثة موآب التى حلت بإلهه كما بمدنه وأبطاله وسلطانه :
أ – بينما ظن الموآبيون الذين عاشوا أغلب زمانهم جبابرة أنهم رجال قوة للحرب ، إذا بمدنهم تخرب .
ب – دخل منتخبوه فى معركة ضد الملك رب الجنود ، فسقطوا قتلى .
ج – انهار اسمه وعزه وسلطانه ، فانكسر قضيب عزه وعصا جلاله .
إذ لجأوا إلى ديبون المدينة المرتفعة الحصينة ، التى تحتضن مرتفع كموش ، صعد إليهم الهلاك وحطم حصونهم .
" قفي على الطريق وتطلعي يا ساكنة عروعير.
اسألي الهارب والناجية قولي ماذا حدث " ع 19
من هول الكارثة هربوا من المدن التى فى المرتفعات كما كانوا يسألون بعضهم البعض : ماذا حدث ؟! ولا إجابة !
" قد خزي موآب لانه قد نقض.
ولولوا واصرخوا اخبروا في ارنون ان موآب قد أهلك " ع 20
" وقد جاء القضاء على ارض السهل ،
على حولون وعلى يهصة وعلى ميفعة
وعلى ديبون وعلى نبو وعلى بيت دبلاتايم
وعلى قريتايم وعلى بيت جامول وعلى بيت معون
وعلى قريوت وعلى بصرة وعلى كل مدن ارض موآب البعيدة والقريبة " ع 21 – 24
" عضب قرن موآب وتحطمت ذراعه يقول الرب :
اسكروه لانه قد تعاظم على الرب فيتمرغ موآب في قيائه وهو ايضا يكون ضحكة.
أفما كان اسرائيل ضحكة لك.
هل وجد بين اللصوص حتى انك كلما كنت تتكلم به كنت تنغض الراس ؟! "ع 25
يشير قطع القرن وكسر الذراع إلى انتهاء القوتين السياسية والعسكرية لموآب ، لم يعد لموآب قرن عز أمام الأمم ولا ذراع عسكرى للدفاع عن نفسه .
كان موآب يستهزىء بإسرائيل عند سبيه حاسبا هذا ضعفا أو عجزا فى الله إلههم ( حز 25 : 8 ) ، وكان يسخر بإسرائيل محركا رأسه كمن يسخر بلص ألقى القبض عليه .
( 4 ) حيثيات الحكم " خلوا المدن واسكنوا في الصخر يا سكان موآب ،
وكونوا كحمامة تعشعش في جوانب فم الحفرة.
قد سمعنا بكبرياء موآب.
هو متكبر جدا.بعظمته وبكبريائه وجلاله وارتفاع قلبه.
انا عرفت سخطه يقول الرب انه باطل.اكاذيبه فعلت باطلا " ع 26 – 30 .
توجه الدعوة إلى موآب لإخلاء المدن والسكن فى الكهوف السرية التى فى الصخور ، فيكون كحمامة بلا قوة تضع عشها فى فم صخرة .
يصير موآب كحمامة لا تضع عشها فى الحدائق على الأشجار ، بل منفردة فى صخرة بعيدة . يتحول موآب من طير مغرد إلى طير حزين فى عزلة لا يعرف إلا الصراخ .
( 5 ) مرثاة على موآب أ – يبدأ إرميا النبى بإعلان حبه للأمم مثل سيده الذى لا يسر بموت الأشرار بل يرجعوا فيحيوا . فهو وإن كان يتنبأ على موآب بالخراب لكنه يولول عليه ، ويصرخ من الخارج ، كما يئن قلبه من الداخل ، يبكى فتجرى دموعه كمياة ينابيع غزيرة لا تتوقف .
" من اجل ذلك اولول على موآب وعلى موآب كله اصرخ.
يؤنّ على رجال قير حارس.
ابكي عليك بكاء يعزير يا جفنة سبمة.
قد عبرت قضبانك البحر وصلت الى بحر يعزير " ع 31 – 32
ب – فقد موآب حقوله وبالتالى محاصيله ، فتحولت جناته إلى برارى .
" وقع المهلك على جناك وعلى قطافك.
ونزع الفرح والطرب من البستان ومن ارض موآب " ع 32 – 33
جـ - انتزع الفرح من بساتينه ، فحيث لا حصاد ولا ثمر لا يوجد فرح ولا طرب .
" وقد ابطلت الخمر من المعاصر.لا يداس بهتاف.جلبة لا هتاف " ع 33
د – يشبه موآب بعجلة عمرها ثلاث سنوات أخذ منها العجل رفيقها فتجرى من موضع إلى آخر بغير خطة ، فى حالة هيسترية
" قد اطلقوا صوتهم من صراخ حشبون الى العالة الى ياهص من صوغر الى حورونايم كعجلة ثلاثية لان مياه نمريم ايضا تصير خربة " ع 34
عالة ، وصوغر ، ونمريم ، مدن موآبية .
هـ - يستخدم موآب كل ما يعبر عن الحزن الشديد : قرع الرأس ، جز اللحية ، وتجريح الأيادى ، ولبس المسوح على الأحقاء ، ونوح علنى على السطوح وفى الشوارع .
" وابطل من موآب يقول الرب من يصعد في مرتفعة ومن يبخر لآلهته.
من اجل ذلك يصوّت قلبي لموآب كناي
ويصوت قلبي لرجال قير حارس كناي لان الثروة التي اكتسبوها قد بادت.
لان كل راس اقرع ،
وكل لحية مجزوزة ،
وعلى كل الايادي خموش ،
وعلى الاحقاء مسوح.
على كل سطوح موآب وفي شوارعها كلها نوح " ع 35 – 38
ز – فقد قيمته فى عينى الله فصار كإناة لا مسرة به .
" لاني قد حطمت موآب كاناء لا مسرة به يقول الرب.
يولولون قائلين كيف نقضت ؟!
كيف حولت موآب قفاها بخزي ،
فقد صارت موآب ضحكة ورعبا لكل من حواليها " ع 38 – 39 .
( 6 ) الغزو البابلى " لانه هكذا قال الرب ها هو يطير كنسر ويبسط جناحيه على موآب.
قد أخذت قريوت وأمسكت الحصينات وسيكون قلب جبابرة موآب في ذلك اليوم كقلب امرأة ماخض.
ويهلك موآب عن ان يكون شعبا لانه قد تعاظم على الرب.
خوف وحفرة وفخ عليك يا ساكن موآب يقول الرب " ع 40 – 43
إذ ظن موآب فى نفسه يحمل قوة لمقاومة الله " يهلك عن أن يكون شعبا " ع 42 . يفقد كيانه أمام الأمم ، ولا يكون له ملك ولا حكومة مدنية تدير أموره .
( 7 ) هروب موآب " الذي يهرب من وجه الخوف يسقط في الحفرة ،
والذي يصعد من الحفرة يعلق في الفخ ،
لاني اجلب عليها اي على موآب سنة عقابهم يقول الرب.
في ظل حشبون وقف الهاربون بلا قوة.
لانه قد خرجت نار من حشبون ولهيب من وسط سيحون فاكلت زاوية موآب وهامة بني الوغا.
ويل لك يا موآب.
باد شعب كموش لان بنيك قد أخذوا الى السبي وبناتك الى الجلاء " ع 44 – 46
لا مجال للهروب ، فمن يهرب من الخوف يجد نفسه ساقطا فى حفرة ، وإن صعد من الحفرة يجد فخا قد اقتنصه . من هرب من قريته ليجد أمانا فى حشبون الحصينة وجد نارا تخرج منها لتلتهمه . إذ يهربون إلى العاصمة حشبون يحتمون فى أسوارها يشعرون بالضعف الشديد ، وتخرج نار من هناك تأكلهم .
( 8 ) إصلاح موآب " ولكنني ارد سبي موآب في آخر الايام يقول الرب الى هنا قضاء موآب " ع 47
بلا شك عند عودة اليهود فى أيام كورش عاد بعض من الموآبيين والعمونيين والفلسطينيين لكن لم ينل أحد منهم استقلاله ، ولا صار لهم ملوك . لذا يرى كثير من الدارسين أن هذه النبوة قد تحققت بقبول هذه الشعوب الإيمان بالسيد المسيح فنزع عنهم سبيهم الداخلى ، وتمتعوا بمجد حرية أولاد الله .
+ + + __________________
إرميا – الإصحاح التاسع والأربعون
نبوات ضد الأمم
بدأت النبوات ضد الأمم الغريبة بمصر الوثنية ( إر 46 ) إشارة إلى أن مدخل الخطية هو الرخاوة والتعلق بالعالم .
ثم فلسطين الوثنية ( إر 47 ) بكونها رمزا للعداوة والعنف فى ذلك الحين ، فإن انشغال القلب والفكر بالماديات يولد أنانية تبعث عداوة ضد الغير بلا سبب .
ثم صور وصيدا ( إر 47 : 4 ) بكونهما رمزا للتحالف مع الشر ، فالعنف يدفع بالنفس إلى الأرتباط بالعنفاء دون مبرر .
بعد ذلك موآب ( إر 47 ) بكونها رمزا للفساد .
الآن فى هذا الإصحاح يقدم لنا النبى نبوات ضد ست أمم :
( 1 ) بنو عمون البنت المرتدة ينتسب بنو عمون إلى عمون ابن ابنة لوط الصغرى ، أنجبته من أبيها بعد أن سكر ( تك 19 : 38 ) .
وكما يقول القديس جيروم : [ بالحقيقة لم يكن لوط يعرف ماذا كان يفعل ، ولا كانت خطيته بإرادته ، ومع هذا فخطأه عظيم إذ جعله أبا لموآب وعمون عدوى إسرائيل ] .
يبدأ نبواته ضد بنى عمون بعتابه إياهم إذ حاولوا عبر العصور الأستيلاء على أرض جاد واحتلال مدنه فيقول :
" عن بني عمون.هكذا قال الرب :
أليس لاسرائيل بنون او لا وارث له ؟!
لماذا يرث ملكهم ( ملكوم )جاد وشعبه يسكن في مدنه " ع 1
يترجم البعض الكلمة العبرية " ملكوم " وليس " ملكهم " ، وهو الإله القومى لبنى عمون . إنه يربخهم إذ ظنوا أن إلههم ملكوم ( 1 مل 19 : 38 ) يرث ما للرب . وإن كان الأسرائيليون أنفسهم قد عبدوه أو تأثروا بعبادته .
هنا يقدم إرميا النبى عشرة نبوات تكشف عن عمل الخطية فى حياة الإنسان :
أ – سماع إنذار الحرب فى ربة العمونيين كجلبة ، فإنها تحول المدن الداخلية إلى معركة لا يسمع فيها صوت بوق كلمة الله المفرح بل صوت الحرب ، فتتحول أعماق النفس من مدينة الله المتهللة إلى موقع حرب كله صراخ وضجيج .
" لذلك ها ايام تأتي يقول الرب واسمع في ربة بني عمون جلبة حرب " ع 2
ربة بنى عمون : عاصمة عمون ، حاليا عمان عاصمة الأردن .
ب – تحول ربة إلى تل خرب ، فإن الخطية تحطم كل بنيان داخلى لتجعل منه كومة خراب لا يقدر كائن بشرى أو سماوى أن يقطن فيها .
" وتصير تلا خربا " ع 2 .
جـ - حرق بناتها ، وفقدان ما ورثته ، وولولة وصراخ ، وسيى الملك والكهنة :
" وتحرق بناتها بالنار ،
فيرث اسرائيل الذين ورثوه يقول الرب.
ولولي يا حشبون لان عاي قد خربت.
اصرخن يا بنات ربة.
تنطقن بمسوح.
اندبن وطوّفن بين الجدران ،
لان ملكهم يذهب الى السبي هو وكهنته ورؤساؤه معا " ع 2 - 3
د – امتلاء أوديتها بالدماء ، ويحل بها الخوف من كل جانب ويطرد الجميع :
" ما بالك تفتخرين بالاوطية.
قد فاض وطاؤك دما ايتها البنت المرتدّة والمتوكلة على خزائنها قائلة :
من يأتي اليّ ؟!
هانذا اجلب عليك خوفا يقول السيد رب الجنود من جميع الذين حواليك ،
وتطردون كل واحد الى ما امامه وليس من يجمع التائهين " ع 4 – 5
ر – إصلاح وعودة روحية : الوعد هنا يشبه الوعد الإلهى لمصر ( 46 : 26 ) وموآب ( 48 : 47 ) . فى أيام فارس نرى طوبيا حاكما محليا لعمون ( نح 2 : 10 ، 19 ؛ 4 : 7 ) .
" ثم بعد ذلك ارد سبي بني عمون يقول الرب " ع 6
هذه النبوات العشرة التى تحققت فى بنى عمون الأبنة المرتدة المتكلة على خزائنها والتى تظن أنها فوق كل قانون ، لا تستطيع يد أن تمتد إليها ( ع 4 ) ، تتحقق مع النفس التى ترتد عن مسيحها لتتكل على ذاتها وإمكانياتها البشرية ، فتظن أنه ليس من يقدر أن يؤدبها . لكن الله فى حبه يكشف لها عن ثمر خطاياها ، فتجنى مرارة الخطية لتقبل مسيحها فيردها إليه ، ويرجع إليها ويحملها معه إلى حضن أبيه .
( 2 ) أدوم المتشامخ
أدوم تعنى " دموى " أو " أحمر " أو سافك دم ، فهو يمثل الشيطان الذى لا يطيق مملكة الله ، إذ هو محب للقتال بطبعه .
" عن ادوم.
هكذا قال رب الجنود :
ألا حكمة بعد في تيمان.
هل بادت المشورة من الفهماء هل فرغت حكمتهم.
اهربوا التفتوا تعمقوا في السكن يا سكان ددان " 7 – 8
تيمان : اسم عبرى معناه " اليمينى أو الجنوبى " حفيد عيسو ( تك 36 : 11 ) ،
سكان ددان : من نسل إبراهيم خلال قطورة ( تك 25 : 1 – 3 ) ، تقع ددان الآن فى وادى القرى فى شمال الحجاز .
يقدم إرميا النبى النبوات التالية عن أدوم :
أ – حلول كارثة على أدوم :
" لاني قد جلبت عليه بلية عيسو حين عاقبته ،
لو اتاك القاطفون أفما كانوا يتركون علالة ؟
او اللصوص ليلا أفما كانوا يهلكون ما يكفيهم " ع 8 – 9 .
ب – تجريد عيسو وتعريته : فقد ظن أنه قادر على سفك الدماء دون معاقبته ، إذ يهلك ويختبىء وسط الجبال العالية وفى الصخور . ولكن الله يفضحه ( يجرده ) ، فيصير عاريا أمام الكل ، ويكشف عن الأماكن التى يختبىء فيها .
" ولكنني جردت عيسو وكشفت مستتراته فلا يستطيع ان يختبئ " ع 10 .
جـ - هلاك نسله وإخوته وجيرانه :
" هلك نسله واخوته وجيرانه فلا يوجد " ع 10
د – اهتمام الله بأيتامه وأرامله :
إن كان الله يؤدب بحزم شديد لكنه يفتح أبواب الرجاء ، مؤكدا أنه يهتم بالأيتام والأرامل الذين فقدوا الآباء والأزواج فى المعركة أو بسبب السبى .
" اترك ايتامك انا احييهم واراملك عليّ ليتوكلن " ع 11
هـ - يشرب من كأس التأديب :
" لأنه هكذا قال الرب :
" ها ان الذين لا حق لهم ان يشربوا الكاس قد شربوا فهل انت تتبرأ تبرؤا ؟!
لا تتبرأ بل انما تشرب شربا " ع 12 .
و – حلول العار والخراب واللعنة ببصرة ، المدينة الرئيسية لأدوم وعاصمتها ، وهى غير بصرة موآب ، ربما فى موقعها حاليا بصيرة تبعد حوالى 25 ميلا إلى الجنوب الشرقى من البحر الميت .
" لاني بذاتي حلفت يقول الرب ان بصرة تكون دهشا وعارا وخرابا ولعنة وكل مدنها تكون خربا ابدية " ع 13
ز – إثارة الشعوب للحرب ضده فيصير بينهم صغيرا ومحتقرا :
" قد سمعت خبرا من قبل الرب وأرسل رسول الى الامم قائلا :
تجمعوا وتعالوا عليها وقوموا للحرب.
لاني ها قد جعلتك صغيرا بين الشعوب ومحتقرا بين الناس " ع 14 – 15 .
ح – كسر كبريائه
" قد غرّك تخويفك كبرياء قلبك يا ساكن في محاجيء الصخر ،
الماسك مرتفع الاكمة.
وان رفعت كنسر عشك فمن هناك احدرك يقول الرب " ع 16
عرفت أدوم بكثرة الأماكن الخفية فى الجبال ووسط الصخور . ربما يقصد بالصخر هنا أم البيارة ، موضع مشهور من خلاله ترى بتراء أو بيترا ( صخرة ) وهى خلفها .
ط – تصير مهجورة :
" وتصير ادوم عجبا ،
كل مار بها يتعجب ويصفر بسبب كل ضرباتها.
كانقلاب سدوم وعمورة ومجاوراتها يقول الرب لا يسكن هناك انسان ولا يتغرب فيها ابن آدم " ع 17 – 18 .
ى – تصير مثلا أمام الأمم حيث يهاجمها نبوخذنصر كأسد مفترس خارج من عرينه بسبب فيضان نهر الأردن وبلوغ المياة إلى عرينه .
" هوذا يصعد كاسد من كبرياء الاردن الى مرعى دائم.
لاني اغمز واجعله يركض عنه.
فمن هو منتخب فاقيمه عليه.
لانه من مثلي ومن يحاكمني ومن هو الراعي الذي يقف امامي ؟!" ع 19
ك – يسبى كغنم صغير عاجز عن المقاومة :
" لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على ادوم ،
وافكاره التي افتكر بها على سكان تيمان.
ان صغار الغنم تسحبهم.
انه يخرب مسكنهم عليهم " ع 20 .
ل – تهتز الأرض من صراخهم الذى يدوى حتى بحر سوف :
" من صوت سقوطهم رجفت الارض.
صرخة سمع صوتها في بحر سوف " ع 21
م – ينهار فتتحول قلوب جبابرة الحرب إلى قلب إمرأة ماخض عاجزة حتى عن الحركة
بينما يشبه نبوخذنصر بالأسد والنسر ، يشبه أدوم بإمرأة ماخض فى ضعف شديد وخوف ، لا تجد من يعينها .
" هوذا كنسر يرتفع ويطير ويبسط جناحيه على بصرة ،
ويكون قلب جبابرة ادوم في ذلك اليوم كقلب امرأة ماخض " ع 22
( 3 ) سوريا الهاربة المرتعدة
يقدم لنا النبى دمشق عاصمة سوريا كهاربة مرتعدة ، ومعها حماة وأرفاد وهما مدينتان أو دويلتان آراميتان فى وسط وشمال سوريا ، كثيرا ما يرد ذكرهما فى النصوص الأشورية فى القرن الثامن وما قبل ذلك .
يتنبأ عن سوريا بالآتى :
أ – سقوط مدنها الكبرى فى الخزى .
ب – تصاب مدنها بحالة إحباط وصغر نفس .
جـ - فقدان الهدوء .
د – رخاوة ورعب .
هـ - فقدان شبابها وأبطالها .
ز – احتراق أسوارها وقصورها .
" عن دمشق.خزيت حماة وارفاد.
قد ذابوا لانهم قد سمعوا خبرا رديئا.
في البحر اضطراب لا يستطيع الهدوء.
ارتخت دمشق والتفتت للهرب.
امسكتها الرعدة واخذها الضيق والاوجاع كماخض
كيف لم تترك المدينة الشهيرة قرية فرحي.
لذلك تسقط شبانها في شوارعها وتهلك كل رجال الحرب في ذلك اليوم يقول رب الجنود.
واشعل نارا في سور دمشق فتاكل قصور بنهدد " ع 23 – 27 .
( 4 ) قيدار فاقدة الخيام " عن قيدار وعن ممالك حاصور التي ضربها نبوخذراصر ملك بابل.
هكذا قال الرب.قوموا اصعدوا الى قيدار اخربوا بني المشرق.
يأخذون خيامهم وغنمهم ويأخذون لانفسهم شققهم وكل آنيتهم وجمالهم ،
وينادون اليهم الخوف من كل جانب " ع 28 – 29
عرف أهل قيدار كرعاة يعيشون فى الخيام ، غير أن بعضهم كانوا يسكنون المدن ( إش 42 : 11 ) . هاجمهم الكلدانيون واستولوا على خيامهم وأغنامهم وشققهم ( الستائر ) وأوانيهم ، وجردوهم من كل شىء ، وتركوهم هاربين فى البرارى ، إذ شعر الكلدانيون أنهم لا ينتفعون شيئا من سبيهم إلى بابل ، بل يمثلون ثقلا عليهم .
( 5 ) حاصور مسكن بنت آوى حاصور : قريبة من الفرات والخليج الفارسى .
" اهربوا انهزموا جدا تعمقوا في السكن يا سكان حاصور يقول الرب ،
لان نبوخذراصر ملك بابل قد اشار عليكم مشورة وفكر عليكم فكرا.
قوموا اصعدوا الى امة مطمئنة ساكنة آمنة يقول الرب ،
لا مصاريع ولا عوارض لها.تسكن وحدها.
وتكون جمالهم نهبا وكثرة ماشيتهم غنيمة ،
واذري لكل ريح مقصوصي الشعر مستديرا ،
وآتي بهلاكهم من كل جهاته يقول الرب.
وتكون حاصور مسكن بنات آوى وخربة الى الابد.
لا يسكن هناك انسان ولا يتغرب فيها ابن آدم " ع 30 – 33 .
ما حل بقيدار يحل بحاصور . الذين يهربون لا يجدون أمة آمنة يلجأون إليها ، لكنهم يجدون حتى الرياح تهاجمهم من كل جانب . تقف الطبيعة ضدهم ، لأنهم يقاومون خالق الطبيعة . تصير أرضهم خرابا لا يسكنها إنسان بل الذئاب وبنات آوى .
( 6 ) عيلام صاحب القوس المنكسر عيلام : اسم عبرى من أصل أكادى معناه " مرتفعات " تقع شرقى نهر التيجر ، شرق بابل فى سهل خزيستان ، وهى من أقدم المراكز الثقافية .
تنبأ عنهم هكذا :
أ – تحطيم قوسهم :
" كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي على عيلام في ابتداء ملك صدقيا ملك يهوذا قائلة :
هكذا قال رب الجنود : هانذا احطم قوس عيلام اول قوتهم " ع 34 ، 35 .
ب – هجوم الكلدانيين عليهم من كل جانب كما تهب الرياح من أربعة جهات المسكونة ، فيصيروا كالقش الطائر فى الهواء ليس له موضع استقرار .
" واجلب على عيلام اربع رياح من اربعة اطراف السماء واذريهم لكل هذه الرياح ولا تكون امة الا ويأتي اليها منفيو عيلام " ع 36 .
جـ - سقوطهم فى حالة رعب :
" واجعل العيلاميين يرتعبون امام اعدائهم وامام طالبي نفوسهم ،
واجلب عليهم شرا حمو غضبي يقول الرب " ع 37
د – قتلهم بالسيف :
"وارسل وراءهم السيف حتى افنيهم ،
واضع كرسيي في عيلام ،
وابيد من هناك الملك والرؤساء يقول الرب " ع 38 .
هـ - ردهم من السبى وتمتعهم بالحرية الداخلية فى المسيح يسوع .
كان بعض العيلاميون حاضرين يوم العنصرة فى أورشليم حينما حل الروح القدس على الكنيسة الأولى ( أع 2 ) .
" ويكون في آخر الايام اني ارد سبي عيلام يقول الرب " ع 39 .
+ + + إرميا – الإصحاح الخمسون
سقطت .. سقطت أساسات بابل !!
يختم إرميا النبى نبواته ضد الأمم ببابل ( إر 50 ، 51 ) . لا نعجب إن جاءت المساحة هنا تكاد تعادل مساحة ما ورد عن الأمم معا ، ذلك بسبب خطورة بابل البالغة على كل غرب آسيا فى نهاية القرن السابع ق . م . وبدء القرن السادس . حتى فى النبوات الخاصة بالأمم الأخرى وجدت اشارات إلى بابل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ( 46 : 2 ، 13 ، 25 ، 49 : 28 – 33 ) . كانت بابل تمثل العدو الرئيسى لشعب الله ، والأمة المتشامخة على جميع ممالك الأرض .
( 1 ) الغزو الفارسى تفتتح النبوات ضد بابل بالكلمات :
"الكلمة التي تكلم بها الرب عن بابل ،
وعن ارض الكلدانيين على يد ارميا النبي " ع 1
تصور لنا النبوة هنا إرميا النبى فى حضرة الله يقف لا ليسمع إلى كلمته فحسب وإنما يتسلمها بيده . وكأن الكلمة هنا ليست صوتا يسمع فحسب وإنما أمرا تستلمه النفس بيدها الداخلية كهبة إلهية . فإن إدانة الشر الذى يصحبه حرية مجد أولاد الله هو عطية تتسلمها النفس وتعتز بها .
يرى العلامة أوريجانوس ، أن تعبير " على يد إرميا " إر 50 : 1 هو استخدام أسماء الأعضاء الجسدية للأعضاء الخاصة بالنفس ، وذلك كالقول :
" الحكيم عيناه فى رأسه " جا 2 : 14
" من له أذنان للسمع فليسمع " مر 4 : 9
" لا تعثر رجلك " أم 3 : 23
" يارب لقد حبل بنا فى الرحم بمخافتك " إش 26 : 18
" حلقهم قبر مفتوح " مز 5 : 9 .
" اخبروا في الشعوب وأسمعوا وارفعوا راية.
أسمعوا لا تخفوا.
قولوا أخذت بابل
خزي بيل.انسحق مرودخ.خزيت اوثانها انسحقت اصنامها ،
لانه قد طلعت عليها امة من الشمال هي تجعل ارضها خربة فلا يكون فيها ساكن.
من انسان الى حيوان هربوا وذهبوا " ع 2 – 3
" بيل " يعنى " بعل " أو " السيد " كان مستخدما فى ذلك الوقت للإله مردوخ . وهو إله الشمس عندهم .
" مردوخ " لقب حمله أشخاص كثيرون ، وهو إسم ملك الآلهة مذكور مع بيل .
ماذا قدمت كلمة الرب لإرميا ؟
قدمت خلاصا للمؤمنين وحرية لأولاد الله وذلك بعد تأديبهم ورجوعهم إليه ، يصحب هذا تحطيم للشر ونهاية له .
كثيرا ما يستخدم إرميا النبى تعبير " أمة من الشمال " إشارة إلى حلول ضيق ما أيا كان مصدره .
( 2 ) تجميع إسرائيل " في تلك الايام وفي ذلك الزمان يقول الرب :
يأتي بنو اسرائيل هم وبنو يهوذا معا ،
يسيرون سيرا ويبكون ويطلبون الرب الههم.
يسألون عن طريق صهيون ووجوههم الى هناك قائلين :
هلم فنلصق بالرب بعهد ابدي لا ينسى.
كان شعبي خرافا ضالة.
قد اضلتهم رعاتهم.على الجبال اتاهوهم ساروا من جبل الى اكمة.
نسوا مربضهم.
كل الذين وجدوهم اكلوهم وقال مبغضوهم لا نذنب من اجل انهم اخطأوا الى الرب مسكن البر ورجاء آبائهم الرب " ع 4 – 7
تحقق ذلك بالعودة من السبى البابلى . غير أنه جاء فى سفر التعزية ( إر 30 – 33 ) أن اصلاح إسرائيل الذى يرد له وحدته معا مع توبته وتجديد العهد الذى لا ينكسر يشير إلى الإصلاح المسيانى لإقامة شعب الله ، إسرائيل الجديد ، كنيسة العهد الجديد .
كما يتحقق ذلك كل يوم بالنسبة لكل نفس تعود إلى إلهها وتتمتع بالعهد الجديد .
( 3 ) الغزو " اهربوا من وسط بابل ،
واخرجوا من ارض الكلدانيين ،
وكونوا مثل كراريز امام الغنم " ع 8
هنا وعد إلهى مع التزام من جانب الإنسان . فهو يفتح لنا باب للهروب من وسط بابل لكى ننطلق نحو أورشليم العليا ونعطى القفا للخطية والفساد ، ويهبنا القوة والطاقة للخروج .
" كراريز " أى الجداء التى تقود الغنم . هكذا يقود اليهود الأمم فى عودتهم من السبى .
والآن نهاية بابل قربت ، والسبى ينتهى ! صورة رعوية رائعة ! عند فتح الباب تخرج الجداء فورا إذ لا تطيق القيود ، فينطلق اليهود نحو بيتهم فى مقدمة الشعوب المسبية التى تنعم بالحرية .
" لاني هانذا اوقظ واصعد على بابل جمهور شعوب عظيمة من ارض الشمال فيصطفون عليها.
من هناك تؤخذ.
نبالهم كبطل مهلك لا يرجع فارغا.
وتكون ارض الكلدانيين غنيمة.
كل مغتنميها يشبعون يقول الرب.
لانكم قد فرحتم وشمتم يا ناهبي ميراثي ،
وقفزتم كعجلة في الكلإ ( العشب ) وصهلتم كخيل ،
تخزى امكم جدا.تخجل التي ولدتكم.
ها آخرة الشعوب برية وارض ناشفة وقفر.
بسبب سخط الرب لا تسكن بل تصير خربة بالتمام.
كل مار ببابل يتعجب ويصفر بسبب كل ضرباتها.
اصطفوا على بابل حواليها يا جميع الذين ينزعون في القوس.
ارموا عليها.
لا توفروا السهام لانها قد اخطأت الى الرب.
اهتفوا عليها حواليها.
قد اعطت يدها.
سقطت أسسها نقضت اسوارها.
لانها نقمة الرب هي فانقموا منها.
كما فعلت افعلوا بها.
اقطعوا الزارع من بابل وماسك المنجل في وقت الحصاد.
من وجه السيف القاسي يرجعون كل واحد الى شعبه ،
ويهربون كل واحد الى ارضه " ع 9 – 16
لم يكن الأمر بالغزو الفارسى على بابل حكما مجحفا ، لكن الله يقدم حيثيات لهذا الحكم أهمها :
أ – فرح البابليون وشمتوا عندما نهبوا ميراث الرب ( ع 11 ) ، هكذا يحسب الله من يسىء إلى مؤمنيه ويشمت فيهم حتى فى لحظات تأديب الله لهم إهانة إلى ميراث الرب نفسه .
ب – أخطأت بابل إلى الرب ( ع 14 ) ، إذ ظنت أنه عاجز عن الوقوف أمام إلههم الباطل مردوخ .
جـ - " كما فعلت افعلوا بها " ( ع 15 ) ، بالكيل الذى به كالت يكال لها !
أما القضاء فهو مشابه لما قيل عن الأمم الأخرى ولكن بصورة أشد ، لأنها كانت أعنف منهم .
ويلاحظ أن العقوبة هنا جاءت متشابهة تماما لما فعلته بابل بالأمم الأخرى .
( 4 ) عودة إسرائيل " اسرائيل غنم متبددة.
قد طردته السباع.
اولا اكله ملك اشور ثم هذا الاخير نبوخذراصر ملك بابل هرس عظامه.
لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل.
هانذا اعاقب ملك بابل وارضه كما عاقبت ملك اشور.
وارد اسرائيل الى مسكنه فيرعى كرمل وباشان ،
وفي جبل افرايم وجلعاد تشبع نفسه.
في تلك الايام وفي ذلك الزمان يقول الرب يطلب اثم اسرائيل فلا يكون وخطية يهوذا فلا توجد لاني اغفر لمن ابقيه " ع 17 – 20
يتحدث هنا عن جميع الأسباط ، إذ اشترك اسرائيل ويهوذا معا فى السبى فتبددوا كغنم تطارده السباع ، ويشترك الكل معا فى التمتع بعمل الله ودهم من السبى .
صورة رائعة لعمل الله مع النفس الراجعة إليه بعد تأديبها .
( 5 ) قضاء على بابل يقدم النبى قضاء ضد بابل : الشعب وقياداته وجيشه ، والأرض والحقول والمدن ، والمبدأ هو : " كافئوها نظير عملها افعلوا بها حسب كل ما فعلت " ( ع 29 ) .
والعجيب أنه قد تم الإعلان عن خراب بابل المجيدة فى صهيون ( ع 28 ) .
" اصعد على ارض مراثايم.عليها وعلى سكان فقود.
اخرب وحرم وراءهم يقول الرب
وافعل حسب كل ما امرتك به.
صوت حرب في الارض وانحطام عظيم.
كيف قطعت وتحطمت مطرقة كل الارض ؟!
كيف صارت بابل خربة بين الشعوب ؟!
قد نصبت لك شركا فعلقت يا بابل وانت لم تعرفي.
قد وجدت وأمسكت لانك قد خاصمت الرب.
فتح الرب خزانته واخرج آلات رجزه لان للسيد رب الجنود عملا في ارض الكلدانيين.
هلم اليها من الاقصى.
افتحوا اهرائها.
كوّموها عراما وحرّموها ولا تكن لها بقية.
اهلكوا كل عجولها.لتنزل للذبح.
ويل لهم لانه قد اتى يومهم زمان عقابهم.
صوت هاربين وناجين من ارض بابل ليخبروا في صهيون بنقمة الرب الهنا نقمة هيكله.
ادعوا الى بابل اصحاب القسي.
لينزل عليها كل من ينزع في القوس حواليها.
لا يكن ناج كافئوها نظير عملها.
افعلوا فيها حسب كل ما فعلت.
لانها بغت على الرب على قدوس اسرائيل.
لذلك يسقط شبانها في الشوارع ،
وكل رجال حربها يهلكون في ذلك اليوم يقول الرب.
هانذا عليك ايتها الباغية يقول السيد رب الجنود ،
لانه قد أتى يومك حين عقابي اياك.
فيعثر الباغي ويسقط ولا يكون له من يقيمه ،
واشعل نارا في مدنه فتاكل كل ما حواليها " ع 21 – 32
يرى البعض أن إرميا ذكر ثلاثة أسماء رمزية لبابل :
أ- مراثايم ( ع 21 ) : معناها " تمرد مزدوج " لأن الأمبراطورية البابلية تأسست على التمرد المزدوج .
ب – فقود :تعنى " عقوبة " لأن الله يفقد هذه الأمبراطورية بالقضاء أو العقوبة ..
جـ - شيشك ( 25 : 26 ؛ 51 : 41 ) ، وهو الأسم الشفرى لمدينة بابل .
كانت بابل أشبه بصياد وضع الفخاخ ليصطاد الأمم ، واحدة تلو الأخرى ، تسقط الأمة فى الفخ فتسخر بها وتقتلها ، والآن سقطت بابل نفسها فى ذات الفخ لتصير أضحوكة الأمم وتنال جزاءها .
يرمز هنا ( ع 23 ) لنبوخذنصر بالمطرقة التى هشمت كل ممالك الأرض فى ذلك الحين ، لكن جاء الوقت لتحطيم المطرقة ذاتها وسحقها .
( 6 ) ضيق مشترك
" هكذا قال رب الجنود ان بني اسرائيل وبني يهوذا معا مظلومون ،
وكل الذين سبوهم امسكوهم.ابوا ان يطلقوهم.
وليهم قوي.رب الجنود اسمه.
يقيم دعواهم لكي يريح الارض ويزعج سكان بابل " ع 33 – 34
سمح الله لهم بالسبى لكى يتمتعوا بالوحدة التى حرموا منها فى أرض الموعد . ففى عبودية مصر وأيضا فى بابل كان الكل معا فى مذلة ، وكما أبى فرعون أن يطلقهم هكذا أبى البابليون أن يطلقوهم ( ع 33 ) . لكن فى كلتا الحالتين اكتشفوا أن " وليهم قوى ، رب الجنود اسمه " ( ع 34 ) هو الذى يحررهم .
( 7 ) قضاء عاجل
" سيف على الكلدانيين يقول الرب وعلى سكان بابل وعلى رؤسائها وعلى حكمائها. سيف على المخادعين فيصيرون حمقا.
سيف على ابطالها فيرتعبون.
سيف على خيلها وعلى مركباتها وعلى كل اللفيف الذي في وسطها فيصيرون نساء.
سيف على خزائنها فتنهب.
حرّ على مياهها فتنشف لانها ارض منحوتات هي وبالاصنام تجنّ " ع 35 – 38
أمر السيف أن يضرب ليعلن عجز آلهة بابل وأصنامها عن الحركة والدفاع عن العابدين لها :
- سيف على الكلدانيين ( الشعب )
- سيف على الرؤساء ( الأباطرة ورجال الدولة ) .
- سيف على الحكماء ( المشيرون ) .
- سيف على المخادعين ( الأنبياء الكذبة والمنجمون ) .
- سيف على أبطالها ( الجيش ) .
- سيف على خيلها ... ( الإمكانيات الحربية ) .
- سيف على اللفيف الذى فى وسطها ( حلفاؤها ) .
- سيف على خزائنها ( التى امتلأت بما نهبوه ) .
- حر على مياهها ( تتحول الحقول إلى برارى ) .
( 8 ) قضاء مستقبلى
" لذلك تسكن وحوش القفر مع بنات آوى ،
وتسكن فيها رعال النعام ولا تسكن بعد الى الابد ولا تعمر الى دور فدور. كقلب الله سدوم وعمورة ومجاوراتها يقول الرب ،
لا يسكن هناك انسان ولا يتغرب فيها ابن آدم " ع 39 – 40 .
هذه الكلمات حقيقية بالنسبة لخرائب بابل ، فلا يزال يتجنبونها ظانين إياها أماكن تختبىء فيها الحيوانات المفترسة ومملوءة بالأرواح الشريرة ( إش 13 : 19 – 22 ) .
( 9 ) غزو عاجل
" هوذا شعب مقبل من الشمال وامة عظيمة ويوقظ ملوك كثيرون من اقاصي الارض.
يمسكون القوس والرمح.
هم قساة لا يرحمون.
صوتهم يعج كبحر
وعلى خيل يركبون مصطفين كرجل واحد لمحاربتك يا بنت بابل.
سمع ملك بابل خبرهم فارتخت يداه.
اخذته الضيقة والوجع كماخض .
ها هو يصعد كأسد من كبرياء الاردن الى مرعى دائم.
لاني اغمز واجعلهم يركضون عنه.
فمن هو منتخب فاقيمه عليه ؟!
لانه من مثلي ومن يحاكمني ومن هو الراعي الذي يقف امامي ؟!
لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على بابل ،
وافكاره التي افتكر بها على ارض الكلدانيين.
ان صغار الغنم تسحبهم.انه يخرب مسكنهم عليهم.
من القول أخذت بابل رجفت الارض وسمع صراخ في الشعوب " ع 41 – 46
من الجانب التاريخى ، الذين كانوا فى السبى كانوا فاقدى الرجاء فى الخلاص من جبروت الأمبراطورية البابلية ، فكانت كلمات إرميا هذه أشبه بعظات نظرية غير عملية ، لكن الذين آمنوا بكلمة الرب امتلأوا رجاء ووثقوا فى يد الله العاملة لخلاصهم ، فكانت نبوات وكلمات إشعياء وإرميا وحزقيال مصدر عزاء لهم فى غربتهم .
+ + + | |
|